لقد شرف الله الإنسان بأن جعله خليفة له (جل و علا) فى الأرض, و كلفه بالعمل و العمارة و التعاون و السلام.

و أمره بعبادته سبحانه و تعالي و فعل الخيرات و الأعمال الصالحة و الاحسان إلى من حوله .

فمن اجتهد و أحسن ابتغاء وجه الله فستتخذ حسنته طريقها قبلة إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله لعباده المتقين.

فكلنا فى حاجة إلى أن يحسن أحدنا إلى الآخر، ليرضي ربه و يحقق ذاته و يشعر نفسه بالرضى و الفخر امام الله عز و جل و أن يكون له بصمة ايجابية في هذه الحياة.

و لعل أهم بصمات الحياة هي فنون العطاء والتي لا ترتبط بمؤسسة أو جمعية و لكنها مرتبطة بالنفس البشرية السوية التي تشعر بالعطاء والحياة وحب الآخرين.

فعملاً بحديث رسول الله صل الله عليه و سلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:

“إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَ وَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ”

  و نسأل الله العزيز القدير أن يجعلنا مفاتيح الخير كله.

و أيضا إحتساباً لحديث رسول الله صل عليه و سلم ” يا أيُّها النَّاسُ اسمعوا واعقِلوا ، واعلَموا أنَّ للهِ عزَّ وجلَّ عبادًا ليسوا بأنبياءَ ، ولا شهداءَ ، يغبِطُهم النَّبيُّون والشُّهداءُ على منازلِهم وقُربِهم من اللهِ ، فجثا رجلٌ من الأعرابِ من قاصيةِ النَّاسِ ، وألوَى بيدِه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ ناسٌ من النَّاسِ ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ على مجالسِهم ، وقُربِهم من اللهِ ، انعَتْهم لنا جَلِّهم لنا – يعني صِفْهم لنا شكِّلْهم لنا ، فسُرَّ وجهُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسؤالِ الأعرابيِّ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هم ناسٌ من أفناءِ النَّاسِ ، ونوازعِ القبائلِ لم تصِلْ بينهم أرحامٌ مُتقارِبةٌ ، تحابُّوا في اللهِ وتصافَوْا يضعُ اللهُ يومَ القيامةِ منابرَ من نورٍ فيجلِسون عليها ، فيجعلُ وجوهَهم نورًا ، وثيابَهم نورًا ، يفزَعُ النَّاسُ يومَ القيامةِ ولا يفزعون وهم أولياءُ اللهِ لا خوفٌ عليهم ، ولا هم يحزنون ” و نسأل الله رب الأرباب و ملك الملوك أن يجعلنا من أولياءه الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.